كلمة الشكر، وحسن التعامل مع الآخرين


لاشكّ أن ما نمنحه لأولادنا من محبة ومن حنان وعطف يُعتبر من الأمور الرائعة التي من شأنها أن تجعل طفولتهم سعيدة والتي لابدّ أن يكون لها تأثيرها وانعكاسها الإيجابي الفعّال على تكوين شخصيتهم في المستقبل. لكننا يجب ألا نَغفل أيضاً عن أمر آخر, هو في الواقع في غاية الأهمية, ووهو بأن علينا أن نُعلّمهم أيضاً حسن التعامل مع الآخرين., وأن نزرع في نفوسهم البريئة الطاهرة شعور التعاطف نحو الآخرين. , وأن نعوّدهم على التعبير عن امتنانهم في مختلف الظروف ولو بكلمة شكر صغيرة, بحيث يصبح ذلك من الطباع الراسخة في نفوسهم.
كلمة الشكر!... كلمة لطيفة لها دوماً تأثيرها السحري على نفوس البشر على اختلاف أعمارهم وأوضاعهم وعلى اختلاف مكانتهم الاجتماعية., ولكي نعمل على ترسيخ هذه العادة المُحببة في أولادنا لابدّ أن نكون مَثلهم الأعلى في مثل هذا التصرف الراقي.
فلو بدأنا بالمحيط العائلي فإن كلمة شكر من زوج لزوجته أو من زوجة لزوجها تُعبّر عن التقدير, حتى لو كان ذلك لأقل الأشياء أهمية , وحتى لو كان لبعض الأمور التي قد تُصبح مع مرور الوقت من الأمور البديهية في الحياة العائلية ., لابدّ أن يكون لها أثرها الكبير في زيادة التقارب بينهما وفي تعميق وتأصيل العلاقة بين جميع أفراد العائلة.
لِم لا يعتاد الأهل أيضاً على عدم الاكتفاء بالتعبير عن الرضى عن تصرفات أولادهم أوبالتعبير عن محبتهم لهم بمنحهم الهدايا, وإنما بالحوار الذي يجعلهم يدركون قيمة التزامهم بالمبادئ الأخلاقية التي يغرسها الأهل فيهم وبأنهم بذلك يُحققون ما يتطلع إليه أهلهم...


كلمة الشكر!.. كلمة ساحرة رقيقة دافئة مُحببة للجميع...
فقد تكون كلمة شكر لطيفة أو بضع كلمات تُعبّر عن الثناء والتشجيع يقولها مدير العمل لموظفيه , بمثابة الحافز الذي يُشجعهم على المزيد من العطاء وعلى التفاني والإخلاص., فهي في الواقع تمنح الموظف الملتزم المزيد من الزخم وتجعله يُضاعف جهوده , كما قد يكون لها تأثيرها الإيجابي , حتى على الموظف غير الملتزم, وبأكثر من أية طريقة أخرى مثل الزجر والعقاب أو التأنيب.
لِم لا نُعبّر عن شكرنا حتى لمن يؤدون لنا الخدمات من ساعي بريد أو سائق سيارة عامة أوعامل مصعد أو عاملة خدمة ؟.. صحيح أننا نُسدد ثمن الخدمات التي نتلقاها منهم, لكن كلمة الشكر تكون دوماً لفتة كريمة تُشعرهم بقيمتهم الإنسانية.
هذا ما علينا أن نُعلمه لأولادنا . وكل ما علينا هو أن نعمل على أن يكون تصرفنا السوّي منارة لهم يُساهم في تأصيل مثل هذه العادة الحميدة في نفوسهم.
وهنا لابد أن أشير إلى أن تعاملنا الاجتماعي الراقي لا ينبغي أن يقتصر على تعاملنا مع طبقة اجتماعية معينة., كما ليس من المطلوب أن يتجلى في مواقف محددة , ولا أن يكون انطلاقاً من حرصنا فقط على الظهور بالمظهر الراقي الذي يُحقق ما نرغب الوصول إليه من مكانة اجتماعية , وإنما أن يجب أن يكون انطلاقاً من المشاعر الإنسانية, ولن يتحقق ذلك إلا لو عملنا على ترسيخ الخصال الحميدة في نفوسنا وهو ما سيجعلنا نتصرف بالأسلوب الراقي بشكل عفوي وتلقائي ومع الجميع وفي جميع الظروف...
وأخيراً لابدّ أن أورد ما أنزله الله تعالى في كتابه الكريم حول حسن التعامل مع الآخرين:
كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤت أُكلها كل حين بإذن ربها...
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم وإنما يسعكم منهم بَسط الوجه وحسن الخُلق, وإن هذه الأخلاق من الله تعالى فمن أراد الله به خيراً منحه خلقاً حسناً...
وما قاله أحد الحكماء:
ازرع الكلام طيب الكلام فإن لم ينبت كله فلا بدً من أن ينبت بعضه.
تدقيق لغوي : شوق البرجس .
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad